استئصال ورم 14 كيلو أثناء الحمل مع الحفاظ على الجنين

لقد أصبحت حاملًا مثل الكثير من الزوجات في بداية زواجهن، وكان أول حمل لي وكنت أطير فرحًا أنا وزوجي عندما تلقينا خبر حملي وتأكدنا من المعمل من أن النتيجة إيجابية، ولكن سرعان ما تبدد فرحنا عندما بدأت أشعر بآلام شديدة ولاحظنا ازدياد حجم بطني بسرعة لا تتناسب مع شهور حملي، فأصبح كل من يراني يظن أني من الشهر الأخير من حملي وأنا لا ما زلت في شهوري الأولى.

بدئنا في رحلة الفحوصات والاختبارات عند أكثر من طبيب إلى أن اكتشفت أنه يوجد في رحمي ورم كبير يتزايد في حجمه بمعدل رهيب؛ مما يشكل خطرًا كبيرًا على حياتي، وكان الحل الوحيد الذي أبلغني به الأطباء هو ضرورة إنهاء هذا الحمل فورًا، وليس ذلك فقط بل واستئصال الرحم كاملًا حيث كانت تراودهم شكوك أن هذا الورم سرطاني. أسودت الدنيا أمامي ولو أجد أي مخرج ورأيت فرحتي تنتهي وينتهي معها أملي في تكوين أسرة صغيرة والعيش حياة هادئة طبيعية.

عندما توجهت إلى أطباء آخرين تنوعت الآراء بين استئصال الرحم بالجنين الآن وبين الانتظار بعد الإجهاض الذي سوف يحدث عاجلًا أم آجلًا ثم استئصال الرحم. خلال أيام قليلة وصل حجم الورم إلى 30 سم، ولا زلت غير قادرة على اتخاذ قرار. فكيف لي الاختيار بين هذين الحلين وكليهما يؤدي إلى نفس النتيجة وهو التخلي عن حلم الأمومة للأبد.

ظللت في هذه الدائرة الكئيبة أقرع جميع الأبواب حتى سمعت عن مهارة الدكتور أحمد مرزوق استشاري جراحات النساء والتوليد وشهرته في علاج العديد من حالات الأورام الليفية المعقدة؛ لذا قررت استشارته فورًا وقدمت من محافظة بعيدة حيث أنني لست من سكان القاهرة وكنت أعاني من إحباط رهيب وفزع شديد.

والحمد لله كان قرار الدكتور أحمد مرزوق قرارًا قاطعًا وسريعًا بضرورة استئصال هذا الورم في أسرع وقت أثناء الحمل لأن كل يوم يمر يزيد من الخطر الواقع علي وعلى الجنين، ووعدني أنه سوف يبذل قصارى جهده هو وفريقه الطبي للحفاظ على الجنين عل الرغم من خطورة العملية وأوضح لي أن هذه العملية لم يتم إجراؤها من قبل في العالم لأن كل الحالات المشابهة يتم التعامل معها بالطريقة الأسهل وهي استئصال تام للرحم.

كان يزيد الورم ويكبر بمعدل 2 سم كل يوم؛ لذا رفض الأطباء الآخرون إجراء تلك الجراحة. أما الدكتور أحمد مرزوق المتميز قام بتحديد موعد للعملية بعد إجراء التحاليل والأشعة اللازمة وتم تحضير المستشفى لاستقبال حالتي وتجهيز الطاقم الطبي بالكامل.

بعد مرور حوالي 4 ساعات داخل غرفة العمليات، بسبب الورم الليفي المعقد ووجود التصاقات شديدة بين الورم والرحم وجدار البطن والأمعاء، تم استئصال الورم بنجاح مع الحفاظ على الرحم والجنين.

كان الجنين داخل الرحم على بعد سنتيمترات قليلة من إيدي الدكتور أحمد مرزوق والمشرط، ولكن بمهارته المتميزة استطاع أن يستأصل الورم دون المساس بالجنين.

هذا الورم يعتبر أكبر ورم في العالم تم استئصاله لسيدة حامل أثناء حملها مع الحفاظ على الرحم والجنين. بعد تحليل الورم، اتضح إنه ورم ليفي عصبي نادر جدًا ومن النوع الحميد.

اكتمل الحمل وولدت في الشهر التاسع ورزقت بابنة، وأنا اليوم أريد أن أتقدم بخالص الشكر للدكتور أحمد مرزوق استشاري جراحات النساء والتوليد الذي بذل أقصى ما بوسعه وكل الطاقم الطبي، الذي ساهم في نجاح عملية استئصال ورم يصل إلى 14 كيلوجرام من البطن أثناء الحمل مع الحفاظ على الرحم والجنين  للمرة الأولى في الوطن العربي.