الحمى بعد الولادة
الولادة لها أثر كبير على جسدك. قد تشعرين بالعديد من الأحاسيس المختلفة في الأيام والأسابيع التي تلي ولادة طفلك. من الشائع التساؤل عما إذا كانت الأعراض طبيعية أم لا في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة حيث يتكيف جسمك مع الوضع الجديد. لذا من الضروري أن تعتني بنفسك وبمولودك الجديد.
من الطبيعي أن تحدث تغييرات كبيرة خلال فترة شفاء الأم. معظم المشكلات الصحية بعد الولادة متوقعة وبسيطة نسبيًا، على الرغم من أنها قد تكون مؤلمة أو غير مريحة، وتعاني منها العديد من النساء، ومن أهمها حدوث حمى وغالبًا تكون غير مقلقة وشائعة الحدوث؛ لذا تعرفي معنا على أشهر أسباب حمى النفاس أو حمى ما بعد الولادة.
1- احتقان الثدي :
تصاب الأم بحمى خفيفة عند بدء إنتاج الحليب لأول مرة، وذلك لأن الثديين قد ينتفخان كثيرًا ويلتهبان عندما يبدأ الحليب في الظهور. وعادةً ما يختفي التورم والحمى خلال 24 ساعة.
التهاب واحتقان الثدي هو التهاب في أنسجة الثدي. قد يحدث التهاب الثدي عند إرضاع الرضيع من ثدي واحد أكثر من الثدي الآخر. أيضًا في حالات انسداد إحدى قنوات أو أنابيب الحليب التي تنقل الحليب من غدة الثدي إلى الحلمة، يتراكم الحليب داخل الثدي ويسبب الالتهاب، وتشمل أعراض حمى النفاس التي تحدث بسبب التهاب الثدي ما يلي:
• التهاب، تورم، واحمرار.
• الألم وتحجر الثدي.
• إرهاق.
• صداع.
• خطوط حمراء على الثديين.
• كتل مؤلمة في الثدي.
• أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
• في حالة وجود حلمات متشققة أو متهيجة، قد تدخل البكتيريا إلى أنسجة الثدي وتؤدي إلى العدوى والحمى أيضًا.
لذا يجب:
1- إذا كان لديك فائض في الحليب عن احتياج الطفل، يجب عليك شفطه باستمرار باستخدام المضخة المخصصة لذلك.
2- غسل الحلمتين قبل وبعد الرضاعة الطبيعية لطفلك.
3- إذا كنت لا تقومين بالرضاعة الطبيعية ولكن لديك إنتاجًا للحليب، فقومي بإخراج ما يكفي من الحليب لتخفيف الضغط.
4- وضع كمادات دافئة على ثدييك.
5- الاستعانة ببعض المسكنات للقضاء على الألم.
6- تناول المضادات الحيوية الموصوفة.
2- عدوى المسالك البولية:
عدوى المسالك البولية شائعة بشكل عام ويمكن أن تدخل البكتيريا التي تعيش على الجلد إلى المسالك البولية أثناء الولادة؛ مما يتسبب في التهاب المسالك البولية المصحوب بالحمى. تزداد احتمالية الإصابة بالتهاب المسالك البولية إذا تم وضع قسطرة في المثانة. إذا كنت تعانين من التهاب المسالك البولية، فقد تكوني مصابة أيضًا بالحمى وأعراض أخرى، مثل:
• قشعريرة.
• آلام أسفل الظهر.
• ألم جانبي.
• استمرار التبول المؤلم.
• كثرة التبول.
• الشعور بأن مثانتك لا تفرغ.
• الشعور بالحاجة إلى التبول كثيرًا، حتى لو لم يخرج شيء.
لذا يجب:
1- شرب الكثير من السوائل.
2- تناول المضاد الحيوي الملائم أو الخضوع إلى مزرعة بول لاختيار المضاد الحيوي الأمثل.
3- التهاب جرح القيصرية:
قد تحدث الحمى بعد الولادة القيصرية إذا أُصيب موقع الجرح بالعدوى، ولكن أصبح من النادر حدوث ذلك. تشمل أعراض الإصابة ما يلي:
• احمرار أو تورم في موقع الشق.
• خروج صديد أو سائل من موقع الشق.
• نزيف أو فتح مكان الشق.
• آلام شديدة في المعدة.
• ألم شديد في موقع الشق.
• تبول مؤلم.
• إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
لذا يجب:
1- الولادة في مستشفيات تهتم بالتعقيم وعدم الولادة في عيادات ومراكز غير مؤهلة.
2- الحفاظ على نظافة وجفاف الجرح.
3- متابعة الجرح مع الطبيب حتى يصف لك ما تحتاجين من الأدوية إذا حدث التهاب.
يوجد أسباب أخرى لحدوث حمى ولكنها أسباب نادرة جدًا وخطيرة في ذات الوقت. لا داعي للقلق من حدوثها طالما اخترتِ طبيبك بعناية.
علاج حمى النفاس:
يشمل علاج حمى النفاس أو حمى ما بعد الولادة علاج السبب الرئيسي المسبَِب لظهور الحمى، إذا كان التهاب بطانة الرحم أو احتقان الثدي أو عدوى المسالك البولية، وذلك من خلال تناول بعض الأدوية المضادات للالتهاب وبعض المضادات الحيوية التي تساعد على السيطرة على سبب الحمى وبالتالي علاجها.
هل حمى النفاس تسبب الوفاة؟
لا تتسبب عادةً مضاعفات ما بعد الولادة في الوفاة، ولكن في حالة عدم علاج السبب الرئيسي لحمى ما بعد الولادة فإنه من الممكن أن تنتقل البكتيريا المسببة للعدوى إلى المنطقة المحيطة، وبالتالي انتشار العدوى والإصابة بتسمم الدم وهو ما يشكل خطرًا على الحياة.
اعلمي أن تجربة ما بعد الولادة لكل سيدة ستكون فريدة، اعتمادًا على تفاصيل الحمل والمخاض والولادة والتاريخ الطبي وعوامل أخرى. إذا كانت لديك أي أسئلة أو مخاوف، يمكنك التواصل مع الدكتور أحمد مرزوق استشاري جراحات النساء والتوليد دائمًا.